Friday, May 20, 2011

اللقاء المشترك يفشل الثورة ضد النظام

بسم الله الرحمن الرحيم


حسن محمد الحيفي



لقد قام شباب اليمن من الجنوب والشمال والشرق والغرب من هذا البلد بإعلان إرادة الشعب اليمني الشرعية بالإسقاط الفوري غير المشروط وغير المقيد لولاية علي عبد الله صالح كرئيس للجمهورية اليمنية والإنهاء الفوري غير المشروط لنظام الحكم الفاسد المستبد الذي يسمح له ولزمرته بالعبث بموارد البلاد وتكريس كل جهود الدولة نحو خدمة المصالح الضيقة للقياديين التابعين لهذا النظام. كان ذلك منذ أكثر من ثلاثة أشهر ونصف، وبعد سقوط المئات من القتلى وعشرات الآلاف من الجرحى والتعطيل شبه الكامل لكل الأنشطة السياسية، الاقتصادية والاجتماعية. وقد وصلت الثورة إلى التمكن من تأكيد حتمية الإنهاء لحكم علي عبد الله صالح، وفي أسرع وقت ممكن، بلا حاجة لأي موافقة منه، ولا من زمرته الفاسدة، ولا تنظيمه الشمولي، ولا من أحزاب اللقاء المشترك على انفراد أو مجتمعين، ولا من مجلس التعاون الخليجي – على انفراد أعضائه أو مجتمعين، ولا من السيد باراك أوباما، وإدارته في البيت الأبيض، ولا الاتحاد الأوروبي بأعضائه – على انفراد أو مجتمعين، ولا من أي جماعة أو مجموعة سياسية كانت أو اجتماعية، أو اقتصادية، أو ثقافية. فهذا هو مطلب شعبي جماهيري مشروع ومعمد بدماء الشهداء ومعاناة الشعب اليمني من الحكم المتسلط على كل مقدرات الأمة لأكثر من ثلث قرن من الزمن. أيها الثوار الأحرار، أيها الشعب اليمني: هذه الثورة لها أهدافها النبيلة المتمثلة أولاً بالتخلص الفوري من حكم علي عبد الله صالح وكل مقومات الدولة التي تعمل على إبقاءه على العرش، سواء كان ذلك بالأساليب الصورية للشرعية المرتكزة على توجيه مؤسسات الدولة ومواردها بدون وجه حق لضمانة ذلك، أو بالتضليل والتشويه للحقائق، عبر وسائل الإعلام التابعة للدولة وعن طريق شراء الولاء والإذعان لنظامه بالمال العام، والتصريح لاستغلالها لخدمة المصالح الآنية الضيقة لأقطاب النظام ورموزه، المنخرطة معظمها في قمع المواطنين وسلب حقوقهم المشروعة سياسياً، اقتصاديا واجتماعياً.
لنسأل أنفسنا ماذا يؤخر تحقيق أهداف الثورة المجمع عليها كل فئات، وشرائح وتنظيمات وأحزاب، ومنظمات وجمعيات شريفة من هذا الشعب اليمني الأبي، في الريف والحضر، وملتف حولها الكثير، بل ألأغلبية من قادة البلاد السياسيين، والعسكريين، والدينين، والقبليين؟ نحن ندرك جيدا ما هناك من مساعي تبذل لمحاولة وجود مسوغ قانوني إقليمي لتثبيت نظام علي عبد الله صالح وإفشال الثورة، ولا يسع إلا أن نقول هذه المساعي للأسف الشديد لا تعمل على تحقيق أي هدف من أهداف هذه الثورة، ويجب الوقوف أمامها ومنعها من الوصول إلى حيز التنفيذ. الأمر بكل بساطة يعود إلى اللقاء المشترك من أحزاب المعارضة. وللأسف ألشديد أن نقول أن اللقاء المشترك في الواقع أصبح هو السبب الرئيسي لبقاء علي عبد الله صالح في دار الرئاسة، دون سواه. ذلك بكل بساطة يعود إلى ما سمح لنفسه اللقاء المشترك ليدخل كطرف رئيسي في هذه المناورة المشبوهة من دول الجوار، وبالتالي، جعلت بقاء على عبد الله صالح ضروري حتى يوافق على صيغة مناسبة له من هذه المبادرة الخليجية السخيفة، والتي تعمل على تمرير الوقت ليس إلا حتى يتمكن على صالح من القضاء على الثورة بأساليبه القمعية المعتادة.
من الواضح جدا أن اللقاء المشترك ومشاركته في هذه اللعبة الخطيرة على الثورة أصبح العائق الكبير أمام نجاح الثورة، لأنه يعطي لعلي صالح الحق للبقاء في دار الرئاسة حتى يتم الوصول إلى الصيغة المناسبة للمبادرة، والتي من الغفول أن نتوقع الوصول إلى ذلك، فعلي صالح باق طالما يتم الأخذ والرد السخيف حول هذه المبادرة وشروطها المتنوعة والمتغيرة من صيغة إلى صيغة، على نحو يجعله في واقع الأمر من المستحيل الوصول إلى الصيغة التي ترضي الرئيس. هذا معناه أن الثورة تركت المسعى الرئيسي للثورة المتمثل بإنهاء أي شأن لعلي صالح في مجريات الأحداث ما بعد انطلاق الثورة، فالشعب اليمني لم يعد يعترف بأي حقوق لعلي صالح كرئيس للجمهورية، ويجب أن يكون اللقاء المشترك أيضا غير معترف بأي حق لعلي صالح بتاتا في تقرير مصيره كرئيس لليمن، فلا داعي أن ننتظر لموافقته على أي صيغة من أي مبادرة لا تتمشى وتحقيق رغبة الشعب اليمني في التخلص الفوري من علي صالح وزمرته، ولا يجب أن يحسب اللقاء المشترك أنه مخول أو موفد أو موكل للخوض في أي حوار أو مفاوضات نيابة عن الشعب اليمني الثائر ولا بد من إعلان قادة الشباب الثوار علناٌ بأن الثورة ليست معنية بأي حوار يتم إجراءه مع اللقاء المشترك كممثل للثورة. وبالتالي يجب أن ينصح اللقاء المشترك عدم تنصيب نفسه كمتحدث عن الثورة أو ممثل لها، ويجب التحذير للقاء المشترك بأن استمرار انجرا ره في هذه المناورة والمحاولة لكبح الثورة بأساليب سياسية لا تستند إلى أي مراجع قانونية دولية، إقليمية أو وطنية. فبالتالي على المجلس ألتنسيقي لثورة الشباب أن يعلن صراحة بضرورة التوقف عن الدخول في أي مفاوضات مع أي طرف في أي شأن لا يعمل على التنحي الفوري لعلي صالح ومغادرته أو إلقاء القبض عليه لمواجهة التهم التي ستعلن في حقه، لما قام به من جرائم أثناء فترة توليه رئاسة الجمهورية. أما اللقاء المشترك فيصبح حليفا لعلي صالح طالما يشارك في هذه اللعبة التي تحاول إفشال الثورة، وبالتالي يجب أن يتخلى اللقاء المشترك عن لعب أي دور تفاوضي أو للتوقيع أو أي عمل آخر متعلق بأي مبادرة سخيفة تحاول تغيير مسار الثورة وإبقاء الرئيس يلعب بكل الأطراف التي تشارك في هذه اللعبة المفضوحة. والله الموفق.

Labels:

0 Comments:

Post a Comment

<< Home